كتالوج سي السيد

اختار إيهاب قضية اجتماعية نفسية لها حضورها في السياقات الشبابية عمل صياغة تأليفية سردية ظريفة من أول مقدمة هبة السواح ومقدمة المؤلف بحديثه مع صديقه وائل (الحقيقي أو المحتمل) فمهّد للقراء دخول عالمه بصفتهم أصدقاء
جر رجل القارئ لطاولة الحوار أخذ طرقا متنوعة بدأت باستحضار أصدقاء وامتدت لعبارات تداولية ثقافية لم يكن بحاجة إليها مثل السخرية التي تصل إلى حد كثرة الدعاء على النفس والألش
لكن على كل الأحوال فإن عددا غير قليل من المواقف المتداولة في الكتاب مرايا لاهتمام الشباب، وصور لطريقة التفكير الأكثر انتشارا
المشكلة في التنميط يعني افتراض أن العالم يقوم على ثنائية الانقسام الحاد بين الذكورة والأنوثة، وحذف المشترك الإنساني والأدوار والتربية من الرؤية
افتراض أن كل الرجال واحد – نظرية ماري منيب في الأفلام العربية _ وافتراض أن كل البنات لها التفكير نفسه – نظرية زينات صدقي – طبعا العالم ليس بهذه الصورة
أهم ما في الكتاب هو علامة سي السيد التي تؤكد أن نجيب محفوظ أستاذ علامات ثقافية
سي السيد لم يكن له كتالوج

هو يجمع المتناقضات الإنسانية معا، هو ينهزم في معارك كثيرة حتى مع أولاده الذين يختارون طرقهم رافضين نصائحه (هكذا فعل فهمي وياسين وكمال)
أمّا وضع كتالوج لسي السيد فهذه علامة على عصر التسليع
كل شيء له كتالوج ومركز تأهيل وصيانة – إعلان هالة فاخر- سيظل الإنسان بلا تنميط، لن ينحصر أبدا في كتالوج مهما كان ظريفا وعمليا لأن من ستسير خلف الكتالوج ستكتشف أن سي السيد لا يمكن إعادته إلى التاجر أو تركيب أسلاك في رأسه لفهمه وتحويله لإنسان آلي – نظرية لينين الرملي مع صبحي في نهاية الهمجي- ستكتشف من تكتفي بأي كتالوج أنها لم تتخط بعد سنة أولى حضانة في رؤية الآخر
وستكتشف أن الاعتماد على أي كتالوج هو إهمال للعقل وإهدار لخصوصية الذات
كتاب يكشف لنا ما يفعله كثيرون ولا يقال
ما نعلمه ونعلم أن الآخر يعلمه ولا نتطرق إليه
ما يقال في الواقع
وما يقال بيننا وبين أنفسنا
كتاب يحاول ببساطة أن يلغي مساحة الازدواجية
ويقول للذات إن الآخر يعرفك ربما أكثر مما تعرف نفسك

عن الكاتب مهندس ديكور و كاتب صحفي ومقدم برامج حاصل علي بكالوريوس فنون ودبلومة الارشاد الزوجي